أكد الخبير الإعلامي والكاتب الصحفي الدكتور مالك بن إبراهيم الأحمد بأن “الأوقاف الإعلامية” هي حل لتعنت المعلن والتاجر في رعاية البرامج الجادة والإعلام المحافظ، مبيناً بأنها تضمن ديمومة الإنتاج الإعلامي الآمن.
وأكد بأن الأوقاف الاعلامية تعد ضرورة وليس نفل مع تردد بعض الاخيار من التجار في الإنفاق على الإعلام أو تخوفهم أو عدم قناعتهم، مشيراً إلى أن هناك وعي كبير في دور الاوقاف وهناك المئات من المؤسسات الوقفية التي تنفق على المشاريع الخيرية وأغلبها تقليدي في الوقت ذاته تجد القصور في بعض الجهات الرسمية والأهلية في جانب “الأمن الفكري” الذي عماده الإعلام.
وشدد بأن الأوقاف على الإعلام هي الحل الأمثل والأنسب، لاسيما في عالم اليوم الذي يسيطر فيه الإعلام على المجتمعات ويغلب عليه المفسد أو غير النافع، مؤكداً الحاجة إلى إعلام تنموي ودعوي وترفيهي آمن بالتوازي مع وجود مصدر للإنفاق الدائم عليه لضمان استدامته.
وقال خلال ندوة الشيخ عبدالله العقيل رحمه الله بعنوان “الوقف الإعلامي” بأن الإعلام البنائي والمحافظ والتوعوي والدعوي يحتاج إلى مصدر ثابت مستمر والأوقاف هي الحل الامثل بعيداً عن سيطرة المعلن وتدخل رجال الأعمال وغيرهم.
واستعرض د. الأحمد أقسام الإعلام الثلاثة والتي تتمثل في الإعلام التجاري الذي يتميز بأن له عائد، والإعلام الديني الدعوي والذي يصعب أن يكون له عائد مادي ويكون بدعم من جهات خيرية أو رعاية من مؤسسات تجارية من باب المسؤولية الاجتماعية، والإعلام التنموي التوعوي والذي يصعب أن يكون له عائد من النشاط وبالتالي يعتمد على دعم ورعاية خارجية.
وبين بأن الاعلام لاسميا المرئي مكلف وإن كان ذو جودة عالية فالتكلفة مرتفعة، مشيراً إلى أنه في العالم العربي بالذات فإن شريحة صغيرة جداً من لديها الدفع مقابل المشاهدة، في حين يعتبر المعلن هو المصدر الأساس في الدخل لكثير من المؤسسات الاعلامية وغالباً ما يبحث عن المادة المسلية الخفيفة والتي كثير منها لا تلتزم بالضوابط الشرعية، ‏وبالتالي لا يمكن التعويل في المادة الجادة وحتى الخفيفة لكنها “المنضبطة شرعياً” بعائد مجزي يغطي التكلفة ويسمح باستمرار عجلة الانتاج.
وأضاف د. مالك الأحمد بأن الكثير من البرامج الدعوية الإعلامية تحتاج إنفاق مستمر دون عائد بتاتاً ولا يمكن التعويل على دعم متقطع أو منح غير ثابتة من جهات خيرية داعمة، موضحاً بأن الإعلام صناعة مكلفة فضلاً عن كونه محتكر بين جهات معينة ومؤسسات إعلامية ضخمة في حين لا يحصل الإعلام المحافظ إلا على “الفتات”.