د. عادل العُمري: الوقف من أهم حلول علاج الفقر

د. عادل العُمري: الوقف من أهم حلول علاج الفقر

أوضح الدكتور عادل بن محمد العُمري أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة القصيم أنّ هناك حلولاً متعددة قد جاء بها الإسلام لعلاج مشكلة الفقر من أهمها: الوقف وهو من الصدقات التطوعية الجارية التي يستمر ثوابها للواقف ومنفعتها للموقوف عليهم.
وأضاف نقلاً عن صحيفة -الجزيرة”-: لكن لن يكون للوقف دورٌ كبيرٌ في معالجة الفقر في المجتمعات المسلمة إلا بوعي لدى الواقف أو لدى المؤسسات الراعية للأوقاف.
ومن أبرز الأمور التي تجب مراعاتها في ذلك:
1- ألا يكون الوقف مستهدفاً لفئة معينة قد تكون قليلة أو لا حاجة لها بالوقف مثلما يصنع الكثير من الأثرياء حين يجعل الوقف حصراً على أولاده وأولاد أولاده، وقد يكونون أثرياء لا حاجة لهم بالوقف، ففي هذه الحالة تتعطل منفعة الوقف ويتحول الوقف إلى مجرد إرث قد انتقلَ من غني غير محتاج إلى غني آخر غير محتاج.
2- الكثير من الأغنياء يحصر الوقف في أمور غير مهمة أو قد حصلت بها الكفاية كالتوسع الشديد في بناء المساجد وزخرفتها، حتى وصل الأمر أن تجد مساجد قد شيدت وزخرفت في أماكن صحراوية خالية من السكان، وهذا والله من الإسراف المذموم أو من الجهالة المركبة؛ ولا يعني ذلك أنني أرفض بناء المساجد لكن هناك أولويات أهم، ولكل شيء ترتيبه وتنظيمه والأشياء تنتهي قيمتها ويضعف دورها إذا تحولت إلى مجرد مظاهر.
3- لن يكون للوقف دورٌ في حل مشكلات الفقر إلا إذا لامسَ حاجات الفقراء الحقيقية فالفقير يريد مسكناً مناسباً، فلماذا لا تكون هناك مساكن وقفية على المحتاجين؟ ويريد مستشفاً متطوراً؛ فلماذا لا تُستحدث مستشفيات متطورة وقفية غير ربحية تكون بأسعار مناسبة لكل الناس؟ ولماذا لا تستحدث مراكز صحية وقفية للأمراض المستعصية كمراكز للأورام ولغسيل الكلى ولزراعة الكلى والكبد، علماً بأن مثل هذه المبادرات بدأت تظهر على النور لكن نريد المزيد من التطوير والانتشار حتى تصل خدماتها لشرائح المجتمع كافة.
والفقير يحتاج إلى تعليم جيد يفيده في سوق العمل؛ فلماذا لا يكون للأغنياء دورٌ في دعم المتعلمين المحتاجين ومساعدتهم في التحاقهم بكليات متخصصة ككليات الطب والصيدلة والهندسة وغيرها التي تنقلهم من حالة الفقر إلى حالة الغنى؟ وكما قد قيل: أعطني سنارةً ولا تعطني سمكة.